ثانوية سيدي إبراهيم كلها مع غزة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثانوية سيدي إبراهيم كلها مع غزة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وفاة الحسن الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
zouhir
عضو جديد
عضو جديد
zouhir


عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 07/01/2009

وفاة الحسن الثاني Empty
مُساهمةموضوع: وفاة الحسن الثاني   وفاة الحسن الثاني I_icon_minitimeالسبت يناير 17, 2009 10:19 am

بدأ يوم الجمعة 23 يوليو من عام 1999 عاديا بمستشفى ابن سينا بالرباط. انتهت حركة الزوار داخل الأجنحة، وبدأ العاملون داخل المستشفى من أطباء وممرضين يباشرون عملهم اليومي الذي لا يشبه دائما عمل الأمس، فالحالات الطارئة متوقعة في كل لحظة، والسرعة واليقظة والاستعداد للتضحية بالوقت أمور مطلوبة في مهنة تسابق الخطر للحفاظ على الحياة. لم ينتبه العاملون داخل المستشفى ذلك النهار متى تحول مبنى أكبر وأقدم مستشفى في المغرب الى قلعة محاصرة الداخل إليها مفقود والخارج منها مفقود.
يتذكر أحد العاملين الذي كان حاضرا يومها أن الساعة كانت قد تجاوزت الحادية عشرة عندما حاول الاتصال بزميل له بجناح آخر بنفس المستشفى على هاتفه النقال، وعندما تعذر عليه ذلك حاول أن يطلبه على الهاتف الأرضي داخل المستشفى، فأخبرته موظفة "الستاندار" بأن كل الخطوط معطلة. وداخل الأروقة والأجنحة، لاحظ العاملون والمرضى حركة غريبة لأناس غرباء احتلوا المبنى يمنعون الدخول أو الخروج من وإلى الأجنحة.
بدأ العاملون بالمستشفى يطلون من النوافذ بعد أن منعوا من مغادرة أماكن عملهم، وفي باحة المستشفى أمام مدخله الرئيسي كانت سيارات كبيرة بيضاء وسوداء من نوع "فاركونيت" تقف متكدسة في الساحة التي ضاقت بما رحبت، وما بين هذه السيارات والمدخل الرئيسي لجناح جراحة القلب، نشطت حركة دؤوبة لأفراد من موظفي القصر لم تكن العين لتخطئهم بجلابيبهم البيضاء و>شاشياتهم< الحمراء، كانوا يقومون بإنزال أشياء لا أحد يعلم ماهيتها يحملونها داخل أواني >الطيفور< التقليدية على رؤوسهم، وكأن الأمر يتعلق بعرس أو بحفل تقليدي أو بمناسبة من تلك التي تتطلب حمل الهدايا داخل >الطيفور<.
عندها سرت إشاعة وسط العاملين مفادها أن الملك يوجد بالمستشفى، هنا تضاربت التكهنات حول سبب وجوده، وأقل الناس اكتراثا بما كان يحدث حولهم اعتقدوا أن الملك جاء لعيادة أحد الشخصيات الكبيرة داخل الدولة من نزلاء المستشفى. فقد اعتاد الملك آنذاك على عيادة كبار الشخصيات بنفس المستشفى، ويتذكر العاملون بهذا المبنى يوم حضر الملك بدون سابق إنذار الى جناح جراحة القلب وأصر على صعود السلم الى الطابق الخامس، لأن المصعد كان معطلا، لعيادة كل من الشيخ خطري ولد الجماني، الذي كان مصابا بشلل نصفي وعبداللطيف الفيلالي الوزير الأول آنذاك، الذي نقل الى المستشفى نفسه على إثر إصابته في حادثة سير بطريق زعير بالرباط، وشخصية أخرى كبيرة داخل الدولة، وكان الثلاثة يرقدون بالجناح نفسه. لكن يومها لم تتخذ أية إجراءات استثنائية داخل المستشفى، فالملك بنفسه لم يفضل الحضور في الموعد الذي كان مقررا للزيارة وهو الثانية عشرة ظهرا، وفي المساء عند الساعة الخامسة فاجأ الجميع بحضوره في مراسيم أقل ما تكون عادية. وآخر مرة زار فيها الملك آنذاك نفس المستشفى ونفس الجناح كانت قبل شهور قليلة فقط، عندما حظر بنفسه لعيادة الوزير الأول عبدالرحمان اليوسفي بعد إجراء عملية جراحية على الدماغ. ورغم أن هذه العيادة اتخذت طابعا رسميا، لأن الملك كان يريد من خلالها إرسال رسائل لطمأنة الشعب على صحة الوزير الأول، إلا أنها تمت هي الأخرى في ظروف شبه عادية.
كانت اللحظات تمر متثاقلة داخل أجنحة المستشفى، ومع مرور الوقت كانت الإشاعات تتناسل والتكهنات الأكثر مأساوية تسيطر على الرؤوس المشرئبة من النوافذ والمقطوعة عن العالم الخارجي ترتقب ما ستحمله الساعات المقبلة من مفاجآت لم يعد التنبؤ بمأساويتها خافيا على جل العاملين بالمستشفى، الذين فاجأهم التصرف الغريب لموظفي القصر الذين انتابت حركتهم فوضى عارمة، وهم يعيدون الأثاث الذي حملوه قبل ساعات الى داخل المستشفى، يرمون به في حركات منفعلة داخل السيارات التي أقلتهم وانطلقت مسرعة عائدة من حيث أتت.
كان الجناح المخصص لجراحة القلب، أكثر الأجنحة الذي ضربت عليه حراسة مشددة، ولم يسمح بدخوله إلا لكبار الأطباء الاختصاصيين، لذلك لم يتسن لباقي العاملين بالمستشفى أن يعرفوا ما يجري بداخله، حتى وصلت الى سمعهم صرخة امرأة مدوية أقرب الى الولولة منها الى الصراخ، هزت أركان المستشفى ورددتها الممرات الباردة حتى بعثت القشعريرة في الأجساد التي أنهكها الانتظار ونهشها القلق. عندها فقط سيخرج من يقول للعاملين بالمستشفى >مات الملك عاش الملك

البيعة التي كتبت بدموع المدغري


كانت قد مرت ساعة تقريبا على وفاة الملك الحسن الثاني، وبدأ التلفزيون والإذاعة يبثان تلاوة القرآن الكريم، وعاد الأمير سيدي محمد الى القصر صحبة شقيقه الأمير مولاي رشيد لمباشرة عملية انتقال الملك بنفسه، فهو كما قال لنا أحد المصادر التي اتصلنا بها، كان "المهندس الفعلي لكل مراسيم انتقال الملك". ومن قابلوا ولي العهد آنذاك فاجأتهم رباطة الجأش التي كان يتحلى بها، وحرصه الكبير على احترام أكثر التفاصيل دقة في البروتوكول.
كان أول شيء باشره ولي العهد آنذاك هو الإشراف على الإعداد لمراسيم البيعة، وفي تلك اللحظات الحرجة كان من بين الشخصيات الكبيرة داخل الدولة الحاضرة داخل القصر الملكي عبدالكبير العلوي المدغري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ، الذي أمره ولي العهد بصياغة وثيقة البيعة.
كانت بعض الشخصيات الكبيرة تفد على القصر لتقديم التعازي ومباركة الخلافة لولي العهد في انتظار إنجاز وثيقة البيعة. لا يعرف كم من الوقت استغرقته صياغة وثيقة البيعة، التي قام بتحريرها عبدالكبير العلوي المدغري بمداد الحبر الذي قدمه له عبدالحق المريني مدير التشريفات والأوسمة والقصور الملكية، وبدموعه التي لم يستطع أن يحبس تقاطرها فبللت الورق الذي كان يكتب عليه


كان الأمير سيدي محمد قد حسم كل شيء بنفسه، مكان التوقيع على وثيقة البيعة، والأشخاص الذين سيمهرون الوثيقة بتوقيعاتهم، والموعد الذي حدد للتوقيع على مبايعة الملك الجديد. وفي الساعة العاشرة ليلا كانت قاعة العرش، التي شهدت العديد من القرارات الكبيرة، غاصة بالشخصيات المدنية والعسكرية وبالعلماء. وكان عبدالكبير العلوي المدغري يقف يتلو نص البيعة التي طوق بها الملك محمد السادس ملكه.
وحسب ما جاء في كتاب عبد الكبير العلوي المدغري (ظل الله) فإن عهد البيعة في بلادنا، كان وثيقة تكتب، وتعلق في الحرم الإدريسي، تعظيما لشأنها، وتنبيها على حرمتها. وهي وثيقة تتضمن شروطا والتزامات يلتزم بها كل من الراعي والرعية، وتكون بمثابة الدستور الذي يحكم العلاقة القائمة بينهما، ويرسم القواعد الأساسية التي تقوم عليها الدولة. وبالنسبة الى المدغري نقلا عما جاء في نفس الكتاب فإن >وثيقة البيعة في الدولة الإسلامية بمثابة الدستور في الدول الغربية، لأنها هي الوثيقة الرسمية، التي تحدد واجبات وحقوق الراعي والرعية، وترسم المبادئ التي على ضوئها تمارس السلط الشرعية<. ويضيف المؤلف >فإذا اكتفى بها أي نظام إسلامي كفته، وإذا شاء أن يضيف إليها شكلا من أشكال التنظيمات الديمقراطية الحديثة فلا بأس، شريطة أن يحافظ على نظام البـــــيعة، وأن لا تكـــــون هذه التنظيــمات الديمقــــراطية بديلا عنها


العشاء الأخير للمغفور له الحسن الثاني


كان آخر عشاء رسمي حضره الملك الحسن الثاني هو ذلك الذي أقامه على شرف رئيس الدولة اليمنية علي عبدالله صالح بقصره بالصخيرات، وبالرغم من أن ذلك العشاء كان رسميا، إلا أنه اتخذ طابعا خاصا وحميميا، واقتصر على بعض الشخصيات المهمة داخل الدولة، لذلك لم ترصف كما جرت العادة موائد عديدة للمدعوين، واقتصر العشاء على ثلاث موائد بما فيها المائدة التي جلس إليها الملك وضيفه علي عبدالله صالح، والى جانبهما كان يجلس كل من الأمير سيدي محمد ولي العهد وشقيقه المولى رشيد وعبدالرحمان اليوسفي الوزير الأول وإدريس البصري وزير الداخلية.
وقبل الجلوس الى المائدة، أخذ الملك ضيفه في جولة قرب الشاطئ، وظلا يتجولان لمدة طالت لدرجة أن البعض بدأ يساورهم الخوف على صحة الملك، لأن الجو رغم أنه كان عليلا إلا أنه كانت تتخلله نسمات برد خفيفة، لكن الملك عندما عاد الى ضيوفه كان منشرحا، وقال لهم >لقد حكى لي الرئيس اليمني ما قاله للرئيس الجزائري، حول قضية الصحراء، وقد دافع عن موقفنا، كما لو كان مغربيا< قبل أن يستدرك وهو لا يستطيع أن يخفي السرور الذي خلفه لديه حديث علي عبدالله صالح قائلا: >بل إني أعتبر الرئيس علي عبدالله صالح مغربيا<.
وطيلة العشاء، لاحظ الذين حضروه فرحة الملك لدرجة أن البعض منهم تفاءل خيرا، ظنا منهم بأن الفرحة ستكون سانحة ليأذن الملك لهم بالعطلة الصيفية التي كانت على الأبواب.
كانت قائمة الطعام، أو كما يطلق عليها في القصر الملكي >الخوان<، وهي كلمة تركية تفيد نفس المعنى، تضم نفس الأطباق التي تعود الحضور تناولها في مثل هذه المناسبات، عبارة عن خليط من أطباق مغربية تقليدية وأخرى فرنسية كان يفضلها الملك، لكن الملك في تلك الليلة، وإكراما لوزيره الأول عبدالرحمان اليوسفي، الذي كان يتبع نظام حمية صارمة، بما أنه يعاني من مرض السكري، وخرج لتوه من عملية جراحية في الدماغ ألزمته اتباع نظام أكل صارم، كان قد أعد له مفاجأة.
وعندما بدأ خدام القصر بتقديم الطعام، قال الملك لوزيره الأول: >لقد أمرتهم بإعداد طعام خاص بك يتماشي ونظام الحمية الذي تتبعه<، قبل أن يضيف وأمام مفاجأة الذين كانوا يجلسون الى مائدته قائلا: اسمحوا لي فأنا سأتناول من نفس الطعام الذي أعد لليوسفي حتى لا أتركه يأكل وحده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وفاة الحسن الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
» وفاة الفقيه البصري مالئ دنيا السياسة المغربية وشاغلها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ثانوية سيدي إبراهيم كلها مع غزة :: سياسة-
انتقل الى: