ولد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ابن المغفور له صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، رحمه الله، في يوم 21 غشت 1963 بالرباط. وهو الملك الثالث والعشرون للدولة العلوية الشريفة، التي تولت عرش المملكة المغربية منذ منتصف القرن السابع عشر الميلاد.
- وتنحدر الأسرة العلوية من السلالة النبوية الشريفة، التي ينتهي نسبها إلى الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وكانت قد استقرت بمدينة سجلماسة، بمنطقة تافيلالت جنوب المغرب، في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي.
- تولى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سيدي محمد بن الحسن بن محمد عرش المغرب، في 30 يوليوز 1999. وتمت مبايعته بقاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط، إثر وفاة والده المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني،
أدخله والده المنعم في سن الرابعة، إلى الكتاب القرآ الملح بالقصر الملكي.
أنهى الدراسة في السلكين الابتدائي والثانوي بالمعهد المولوي، وحصل على الباكالوريا، في يونيو 1981.
واصل الدراسات العليا في الحقوق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث نال في سنة 1985، الإجازة في موضوع "الاتحاد العربي الإفريقي وإستراتيجية المملكة في مجال العلاقات الدولية".
- في سنة 1987 و1988 حصل على الشهادتين الأولى والثانية للدراسات العليا في العلوم السياسية والقانون العام بامتياز.
1993، نال شهادة الدكتوراه في الحقوق بميزة مشرف جدا، في جامعة "نيس صوفيا آنتيبوليس" الفرنسية، إثر مناقشة أطروحة في "التعاون بين المغرب و السوق الأوروبية المشتركة ".
حينما نريد التكلم على محمد السادس الإنسان لا بد أن نرى هذا الملك الشاب بعيون الآخرين أولا لنعرف أن الآراء تعددت في شخصه لكن قاسمها مشترك ، حيث أنه ملك (( الثورة )) على كل البروتوكلات الملكية التي تقيدت بها الأسرة الملكية في حكمها للمغرب طوال قرون هذا على الأقل ما يبينه تعامله الشعبي
الذي جعله قريب من كل مواطنيه حتى في زواجه أشرك الشعب في الإعداد لهذا الحفل
الذي تشارك فيه الملك محمد السادس مع 500 عروس وعريس من طبقات الشعب
ذوي الدخل المحدود حيت تكفل شخصيا بمصاريف عقد القران و ومستلزماته ..
حينما نقول أن محمد السادس ملك الفقراء فهذا اسم ليس اعتباطيا أو لمجرد تلميع
صورة هذا الملك في بداية حكمه بل اسم ملك الفقراء أطلقته الصحافة الفرنسية على
هذا الملك حينما تابعته عن قرب وهو ينزل للناس ويسمع لشكواهم بأذنه ولا يعتمد
على التقارير لأنه ملك الشعب ويجب أن ينزل للشعب ليسمع لهم وليس ملك القصور
كما صرح بذلك بنفسه ، ويكفي أن نعرف أن محمد السادس هو الوحيد ربما بين
الملوك المغاربة وربما حتى العرب الذي قطع في سنوات حكمه القليلة أكثر من 92 ألف
كيلومتر طاف فيها كل أنحاء البلاد ليقف على كل المشاريع ويتابعها بنفسه .
حينما زار مبعوث المجلة الأمريكية ( التايم ) المغرب ليأخذ حديثا لمجلته مع محمد
السادس تراقصت علامات التعجب والاستفهام الكثيرة فوق رأسه خصوصا وهو يدخل
للقصر الملكي ويجد الملك محمد السادس الذي يحمل الصحفي نظرة مسبقة عن الملكية
في المغرب والبروتوكول الواجب الحفاظ عليه في أي حوار لذا أصيب المراسل بنوع
من المفاجأة حينما وجد محمد السادس يحمل حذاءه الرياضي ويسير حافي القدمين
بجواربه فقط ثم يطلب منه أن يسير معه بخطى ثابتة نحو سيارته الخاصة ... يروي
هذا الصحفي بكثير من الفضول والغرابة ربما كيف أن محمد السادس قاد سيارته
بنفسه وهو يركب بجانبه و يفلت من الأمن الخاص له و يهيب في شوارع مراكش
ويلقي التحية على المارة بكثير من العفوية والابتسامة التي تقول أن شعبي هو من
يحميني وليس الحرس الخاص.. هكذا اندهش هذا الصحفي وهو يرى ملك المغرب يقف
في إشارة الحمراء مثله مثل أي مواطن مغربي يحترم قوانين السير..
محمد السادس بدأ حكمه بنوع من الانفتاح الذي أعطى به مفهوم جديد للسلطة وللحكم
الملكي في المغرب وهو في كل يوم يبرهن ويؤكد أنه سائر في هذا النهج الديمقراطي
خصوصا قبل أسابيع من كتابة هذا المقال حيث نشرت صحيفة مغربية مقالا تتهم فيه
الملك بأخذ رشاوى من جهات دولية لتستر عن وجود البترول في إحدى مناطق المغرب
وتلك اليومية استقت أخبارها من مصادر قالت أنها موثوقة لكن فيما بعد تأكد أن
اليومية كانت ضحية لوثائق مزورة لم تمحصها جيدا قبل نشرها .. ومع هذا أبى محمد
السادس أن يتابع اليومية قضائيا خصوصا بعدما نشرت بعدها اعتذارا للملك عن هذا
الخطأ الغير مقصود وهنا يتبين نهج المصالحة الذي تبناه الملك الشاب والذي أصر
على السير فيه ونرى هنا مدى التسامح الذي يريد لأن يجعله عنوانا كبير لحكمه..
موضوع: الملك محمد السادس .. ملك الفقراء ! 
الخميس يناير 15, 2009 2:13 pm
