مازلت صغيرة
لكني مررت بتجربة عسيرة
علمتني أن الحياة ظالمة ومريرة
وأن الوثوق بالبشر أكبر جريمة
يرتكبها الانسان في حق نفسه البريئة
وأن الاخلاص لا مكان له في هذه الدنيا المخيفة
مازلت صغيرة
أحببته وعشقت كلامه واحاسيسه
ظننته أفضل البشر ومعه تحلو الحياة المريرة
لكني كنت مخطئة فهو لايعرف للحب سبيلا
لقد جعلني أكره كل المعاني الجميلة
لأنه استخدمها بأقبح طريقة
جعلها وسيلة وقناعا ليخفي بها الحقيقة
كي أصبح سجينة قلبه الذي لا يعرف الرحمة ولا الشفقة
أخذني من عالم الطفولة والأمان
لعالم الحقد والكذب والخيانة الأليمة
لعالم الذئاب والثعالب الماكرة المخيفة
مازلت صغيرة
والدنيا من حولي كبيرة
فهل بقي فيها قلوب رحيمة؟
أم هي فقط عناوين القصص الخيالية؟
ما زال قلبي يحبك فلماذا قسوت عليه وخدعته؟
وهل أنا مشتركة معك بالجريمة؟
يا من عشق قلبي سماع اسمك هل أنا كما وصفتك؟
وهل الوقت قد حان لنركب سفينة الهجران؟