عشقني العذاب قبل ان اعرف ذاتي
عشقني وجعلني دميه بين راحات كفوفه
حتى تهت بكامل قواي بعوالم اللاوجود
هو هذيان لاغير من اثر ذاك القيد الحارق
الذي جرفني الى متاهات الحلول البائسه
وتوالت الايام وانا بذاتي لازلت اكون على شفير الماضي المعقد
ابحث عن بصيص امل يلوح بسماء اوطاني ...
ولكن لاجدوى الدمع حفر وجنتي بسيله
حتى سكنت دموعي زوايا حبي
الذي مات رغم انه لم يمت
اعلم جيدا ان الربيع يسكن الحياة
وان الهتان يعانق الارض
ولكن هو يرفض تواجدي بفصوله
ويدفع بي دوما الى فصول الخريف
والى هواء رياح السموم لتحرق محياي
واعلم ان بداية خط سيري كانت رغبة من ذاتي
واختيار من روحي ....
ندم يسكن كياني
فأبكي وأبكي ...
حتى يقتحم عيوني نعاسا انسى به بعض مني
مرهقه انا حد الانطواء على النفس
وكل يوم اتجرع بلهفه قطرات دمع عيوني
رحماك ايها الرب ...
انني ارى بكل الثواني عشقا ميتا يكاد يخنق انفاسي
ومت للألف مره ولا احد يعلم بموتي
انا لست آبه للموت الذي ارتشفه بكل ثواني ودقائق حياتي
ومن المستحيل ان تذرني الحياة بجميع عمري تحت ظلال العذاب
وسأكمل الدرب وسأصل
وسأرى روحي ترفرف تسكب الاشتياق بأحضان مراسيها
وسأرى دهشة كوني تملأ ملامحه
لينتحر الموت وسأبقى انا ولو قتلني موتي
مطلقا لن انصاع للوقوف بفصل الخريف
مهما رفضني عالم الربيع
ومهما عجزت عيوني عن الرقاد
سأتجاوز الليل بمنتصفه
وسيشرق الفجر بنوره ..
حتى وان كان هناك شي من الماضي يسكن خصب ذاكرتي