وكأنك اقسمت ألا تمر هذه الليله دون ان أبكي !
دون ان ابكيني فيك ..
دون ان ابكيك فيني ..
دون أن تتدحرج من عيني ، سكيناً على وجنتي ، حتى تسقط كرة من نار على
أرضي
وكأنك اقسمت الا أبات الليله في داري !
في وطني
في مهدي الذي ارتجيته أمني واماني
أخرجتني خارج الأسوار واغلقت في وجهي باب وطنك / وطني ..
لأظل في العراء .. في الغربه ..
تنهشني الوحده
وتحيطني ذئاب الظلام من كل مكان ..
خائفة انا
أكادُ اموت هلعاً وخوفاً ..
أكاد اموت برداً وفزعاً ..
اكاد اموت جوعا وظمئاً ..
الغربة تقتلني يا وطني
الغربة تقتلني يا وطني
الغربة تقتلني يا وطني
تركتني بين نار أملي بك .. وسعير كرامتي المهدورة ..
شيء مني يجبرني على أن اعطي ظهري لبابٍ أوصد في وجهي دونما مبرر يُذكر
،
وشيء اخر ، يمنيني بأنك لن تتركني ابداً ، وأنك ستفتح الباب الآن ، لتحتويني
امناً ، ودفئاً من جديد ...
ويطغى هذا الصوت على صوت كرامتي .. فأظل أنتظرك ، وانتظرك ،
وأنتظرك دونما جدوى ...
أسند ظهري على باب وطنك ، طفله يتيمه حرمت من أبيها المزعوم ..
بل
أُماً ثكلى فقدت طفلها الصغير المدلل داخل هذه الأسوار ، وقد فجعت امومتها
عليه ..
بل ...
نصف انسانه اضاعت نصفها هنا .. وتحلم ان تصبح انسانه مكتمله يوماً
وأنتظر ساعه وساعتين
يوم ويومين ..
دونما فائده .!
ولا زال صوت { ثقتي بك } يمنيني أنك ستفتح الأسوار لي من جديد
وتدفنني فيكَ وتقسم لي بأنك لن تتركني ثانيه ابداً
ولكنك { لأســف } لم تفعل .....
وكـــأنك أقمســـــت أن تُجحمني أمـــام نفسي كثيــــــــــــــراً
أن تُريني أنني من بين زحمة اشيائك ، أمثل لنقطه الــــ لا شيء ،
وانني كنت الواهمة الكُبرى .. المجنونه الكُبرى .. الغبية الكبــرى ،
التي ظنت يوماً انها تسكن بك كما انت تسكنها
لتكتشف انها ليست سوى ظلاً من الظلال المتحركه في مدار شمسك
أنها ليست سوى إسماً من الأسماء في مدونتك ...
انها ليست سوى شجرة من الاشجار لطيرك ...
وكأنك أقسمت هذه الليله .. أن تعري ضعفي امامي
وان تكشف الستار عن هزيمتي في حضرتي ..
وأن تثبت لي انني لست قويه بما ينبغي لأكون
وانني لست راشده كما تكون عليه النساء في عمري العشريني
وأن صبري عنك ليس بأقوى من صبر طفل عن غذائه ومائه ..
وكأنك أقسمت الليله ان تريني أنك الاقوى
والأقدر على العيش بدوني بكل عنفوان ...
وأنك لست طفلي الذي لا يقوى العيش بدون امه ..
وأنك لست طيري الذي وجد فيني عُشه ..
وأنك لست رجُلي الذي جعلني يوما فتاتهُ ..
وكــأنك أقسمت أن تخرجني منك
وتضعني حيث لا اعلم اين انا ...!!
فلا أمل لي في عودتك ... فأنتظر ..
ولا أمل لي في معرفة طريقي فأعود
وكأنك اقسمت هذه الليله ، ان تتلذذ بجرحي ..
بدمعي ..
بسقمي ..
بموتي ..
ببكائي ..
أقسم انك ابكيتني
و ،، أن دمعتي احرقتني ..
وانك جعلتني اتجرع مرارتي
وأذوق هزيمتي علقماً ...
ما زلت أبحث عنك إلى الآن ..
أريد منك إجابة سؤال وحيد/يتيم .. كــ أنـــا :
لمــــاذا أقسمت أن تقتلني بك وأنا التي اقسمتُ أن
أحييك بي .؟؟!!