مـــا هو ذنــبـــه ؟ لا هــو مــن فـــتــح و لا هو من حــمـــاس ؟

شأنه كشأن كل صبي فلسطيني ، يحرم من أغلى أيام العمر و هي الطفولة ، طفولته اللتي سلبت منه بسبب احتلال غادر و حصار وحشي و حرب ضد الإنسانية .

ذنبه الوحيد أنه فلسطيني و يحمل الإسلام كدين له .
لا هو يعرف حماس ولا فتح لكن كتب عليه أن يرى الجثث عوض رؤيته للرسوم المتحركة ، كتب عليه ان يرى الدمار عوض الأزهار ، كتب عليه أن يزور المقابر عوض زيارة حديقة الحيوان .

بينما كانوا يتناولون العشاء ، او شبه العشاء تحت ضل الشموع نهض الطفل مسرعا فذهب الى غرفة أخرى ضلامها دامس كباقي الغرف ، ذهب و في وجهه بريق يلمع ، هي دموع تذرف ، دموع حارقة من قلب محروق ، تبعته الأم لمعرفة سبب نهوظه فوجدت إبنها يذرف اغلى الدموع .

ماذا بك يا صغيري ؟
فكان جوابه : ماذا إقترفنا لنعيش هكذا ؟
يحترق قلب الأم فما بوسعها سوى ضم الصبي و محاولتها لإسكاته ، لكن الأب يجيب في صمت و يتحدث الى نفسه قائلا : ذنبنا اننا مسلمون ، ذنبنا اننا فلسطينيون ، ذنبنا ان العرب ساكتون .

أحس الولد بشيء من الإطمئنان و هو في حضن ارحم النساء به فإذا به ينام ، تنسل الام و تغطيه و تذهب لتشارك زوجها الحديث لكن ما هيا إلا لحظات حتى يكتب للولد ان لا يكمل نومه .

نعم ، غارة جديدة لكن هذه المرة هي تصيب ما كان قلب الصبي يخشاه ، يخرج الصبي مهرولا فإذا به يرى سوى الحجارة والنار ، يواصل البحث عن والديه لكن ما أبشع ما رأت عيناه ، تمنى لو انه دفن حيا على ان يرى هذه المناظر .
أغلى الناس لديه تحت انقاض الحجارة و بدأ السؤال يدور بعقله مرة أخرى لأنه لم يلقى إجابة لحد الآن ، ماذا إقترفنا لنعيش هكذا ؟
i هل لديكم جواب لساله???????